كم يبلغ عدد سكانها؟… إعادة توطين أول لاجئ سوري في إحدى قرى كتالونيا

30


كم يبلغ عدد سكانها؟… إعادة توطين أول لاجئ سوري في إحدى قرى كتالونيا

ألمانيا – متابعات

قبل سبع سنوات، قطع عروة سكافي رحلة طويلة هربا من الحرب الدائرة في سوريا، وبفضل خطة إعادة التوطين المبتكرة وجد الأمن والأمان في قرية صغيرة تقع في جبال البيرينيه يصل ارتفاعها إلى 900 متر عن سطح البحر، ليكون بذلك أول مستفيد من برنامج الحكومة الكتالونية لإعادة توطين اللاجئين في القرى ذات الكثافة السكانية الضئيلة.

برنامج للجوء في قرى صغيرة

وهذا البرنامج الذي يحمل اسم Operation 500 لأنه يشمل قرى يقل تعداد سكانها عن 500، تديره وكالة التوظيف الإقليمية بالتعاون مع لجنة المساواة وجمعية القرى الصغيرة.

ويقدم البرنامج الذي يمتد لسنة واحدة للمشاركين فيه بيتاً وراتباً يعادل 19.434 يورو تدفعها السلطات المحلية التي تنظم أيضاً أمور العمل بالنسبة للقادمين الجدد. وهذا البرنامج مخصص للاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين الذين يحملون إقامة بشكل قانوني.

وقد تم نقل 30 أسرة مع تأمين سكن لهم إلى تلك القرى، بينهم 24 أسرة لاجئة.

وحول ذلك يقول أريول لوبيز بلانا الميسر لدى جمعية القرى الصغيرة التي تساعد المشاركين في هذا البرنامج على الاندماج وتعلم اللغة والاعتماد على أنفسهم: “مايزال النظام الذي يتعامل مع اللاجئين حتى الآن يركز على المدن الرئيسية، إلا أن هذا البرنامج يهدف لدمج الناس في القرى حيث تصبح لديهم علاقات اجتماعية، ولكن إن رغبوا بالانتقال إلى المدينة فبوسعهم ذلك. وهنالك نظام مماثل في فرنسا، إلا أن الفرق هنا هو أننا نخلق نسيجاً اجتماعياً، وندير برامج التوجيه والتواصل في كل من مجال العمل والمجال الاجتماعي”.

أول لاجئ سوري في قرية تريفيا

غادر عروة الذي تنحدر أصوله من مدينة اللاذقية الساحلية حيث كان يعمل مدرساً للغة الإنكليزية هناك، سوريا في عام 2015، متوجهاً إلى هاييتي لأنها المكان الوحيد الذي كان بوسعه أن يسافر إليه بشكل قانوني، ويضيف: “تبين لي بأن هاييتي أخطر من سوريا”، ولهذا سافر إلى إسبانيا حيث وصل إلى برشلونة في شهر كانون الثاني من هذا العام، وبعد شهر على ذلك حصل على حق اللجوء هناك.

يقيم عروة اليوم في قرية Tírvia الجبلية المنعزلة التي يعيش فيها 130 شخصاً وتقع بالقرب من الحدود مع فرنسا، إلا أن عروة يخبرنا بأن سكان هذه القرية لا يتعدى عددهم الخمسين، ولقد قامت السلطات المحلية بتوظيف عروة في مجال الصيانة والتنظيف، ويعلق على ذلك بقوله: “أحس بسعادة غامرة هنا”، وهو يخلط بين الإنكليزية والإسبانية في حديثه، حيث يتابع قائلاً: “أهم ما أريده هو السلام، وأحب برشلونة لكن عدد السكان فيها كبير، كما أني أعشق الطبيعة، ولهذا السبب شاركت في هذا البرنامج. ثم إنني أتعلم الكتالونية شيئاً فشيئاً، لأن كل من في هذه القرية كتالوني، وأنا الوحيد الأجنبي فيها، ولهذا لا أفهم كثيراً مما يقولونه، لكني أتحلى بالصبر، ولا يخيفني أمر تعلم لغة جديدة… كما أن الناس هنا مضيافون للغاية، فالجميع يتحدث إلي، ويقدمون لي المساعدة، كما يساعدونني في التسوق، وهذا الكلام ينطبق على 90% منهم، إذ هنالك بالتأكيد أشخاص لا يحبون الغرباء”.

يتمنى عرون لزوجته وطفله اللذين مايزالان في سوريا أن يتمكنا من الانضمام إليه بمجرد حصوله على الإذن بالإقامة، لكنه لا يتمنى العودة إلى سوريا على الإطلاق، حيث يقول: “أود أن أبقى في القرية بعد انتهاء هذا البرنامج، كما أرغب بأن تعيش أسرتي برفقتي هنا، ولهذا سأعمل بجد حتى أبقى في هذا المكان”.

المصدر: Guardian وترجمة : تلفزيون سوريا – ربى خدام جامع